لماذا عدت ؟؟؟؟

منذ أن عدت للكتابة في الصحافة السورية وتحديدا عبر ملحق " تشرين الرياضي" صار الكثيرون يستوقفونني ويسألوني
أسئلة اجدها غريبة بعض الشئ مثل لماذا عدت تكتب الآن " رغم ان بعضهم سبق وسألني لماذا لم تعد تكتب وهل نسيت بلدك يوم تغرّبت؟" وآخرون يسألون لماذا صرت تنتقد الآن بجرأة بعدما كنت " نعجة أو قطة مغمضة " سابقا وبالتأكيد هو سؤال لا يعرف اصحابه تاريخ مقالاتي الناقدة التي كتبتها على مدى سنوات طويلة في الشقيقة " الإتحاد " ... وبالتأكيد من يسألون يبدون بالنسبة لي وكانهم قادمون من المريخ أو زحل وكأنهم لا يعيشون في سورية التي تعيش زمن التعددية الإعلامية ( وهي لم تكن اساسا موجودة في تلك الأيام ) وأيضا وكأنهم لا يشاهدون مساحات الحرية النقدية التي يتمتع بها الإعلام الحكومي ( الذي كان يمشي الحيط الحيط ) وتشرين الرياضي والسياسي شاهد على كلامي وأيضا الدراما السورية المتفوقة والناقدة بشكل غير مسبوق وهي نافذة من النوافذ التي لم تكن متاحة سابقا بهذا الحجم والمساحة أو كأنهم لا يقرأون الإعلام الخاص والذي اعتبره أنا ويعتبره العالم ثمرة من ثمرات رؤية وفكر وإستراتيجية السيد الرئيس بشار الأسد الذي تشرفت بلقائه مرتين والذي رسم ويرسم ملامح المستقبل لسورية وسط محيط متلاطم الأمواج من التقلبات الدولية والحروب التي أشعلت منطقتنا المشتعلة أساسا ولكن بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ ومع هذا بقيت سورية على موقفها وأجبرت كل المعتدين على الإعتراف بقوة شكيمة هذا البلد وقائده .... هذا القائد الذي حضر شخصيا ومرتين مباراتين كرويتين واحدة في نهائي دوري أبطال آسيا والثانية في أفتتاح ملعب حلب الدولي فوجه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى أهمية الرياضة على صعيد الفرد والمجموعة وبالتالي على الصعيد الوطني عندما استقبل ليس فقط المتفوقين بل أيضا المجتهدين كفريق الكرامة أو على صعيد الإهتمام بالمنشآت وهو الذي دشن ملعب حلب بعد سنوات طويلة من البيروقراطية الإنشائية ...

منذ متى نرى السيد رئيس الوزراء والسادة المحافظون يشرفون بشكل شخصي ويومي على الرياضة في البلد ولكن للأسف فهم لا يستطيعون سوى المساعدة والتوجيه لأن من يقوم بالعمل اليومي لم يواكب أهتمام القيادة بالرياضة فبقيت المماحكات السخيفة والشللية والنظرة القاصرة للمناصب كطريق للوصول لغايات شخصية والكيديات بقيت هي هي كما كانت لا بل إزدادت وتعمقت فباتت ورما يهدد جسد الرياضة المتهالك اصلا ولا اظن أننا عشنا أياما أحلك من التي تمر علينا الآن رياضيا ومع هذا لم يتنازل " المتناطحون " لا عن كبريائهم ولا عن أجنداتهم ولم يتكاتفوا ليتشاركوا في صناعة المستقبل .... بل صرنا نعيش حكايا الفساد والرشاوي وبيع المباريات ولجان التحقيق والتفتيش وكدنا نصل للتجميد الدولي .....

أنظروا لما يحدث في أنديتنا الكبيرة والصغيرة ومنها الكرامة والإتحاد وقبلها وبعدها الوحدة وتشرين وحطين وجبلة والحرية والجهاد والفتوة فهل تجدونها تعيش أحلى ايامها ؟؟؟ هل تجدونها تواكب العصر ؟؟؟ بالتأكيد بعضها واكب ثم تراجع لأن ابناء النادي نفسهم وضعوا العصي في دواليب بعضهم البعض ... صحيح أن المنظومة الرياضية كفكر وممارسة وقوانين لم تتطور ولم تتغير ولكن الصحيح أيضا أننا نحن لم ندفع اصحاب القرار على تغيير قناعاتهم السابقة لأن كل واحد منا برأي وكل راي يتناقض ويتعارض مع الآخر .. ألا يجب على المشتغلين بالشأن الرياضي ان يتفقوا اولا على صيغة وإستراتيجية واضحة تقودهم للمستقبل حتى تتجاوب معها القيادة ؟؟؟

لهذا عدت للكتابة لأنني أجد أننا إن كتبنا فهناك من سيسمعنا والأهم سيتقبل نقدنا ولن يتعامل معه على أنه " صف حكي وعلاك فاضي " ... عدت لأنني وجدت الوعاء الذي يحتوي مافي القلب بدون ان يشكك بوطنية مافي القلب ... عدت لأني ارى ضوءا في نهاية النفق الرياضي المظلم .....

لهذا عدت ....


"نقلا عن صحيفة تشرين السورية"